المهندس احمد الساكت
كلمة المدير
يرتكز تاريخ العمارة والهندسة على شغل الفراغ للمساحتان الأفقية والعمودية وهما الملعب الذي تتحرك فيه كرة الخيال الهندسي لتحرز هدفها بإنشاء معلم معماري بجميع مكوناته المدنية والإنشائية والكهروميكانيكية، اعتيادي أو فذ.
وقد شغف الإنسان بتهذيب الصخر الأصم فحفر الكهوف ونحت أعجوبة الدنيا البتراء الوردية، وشيد الأهرامات، على اختلاف ارتفاعاتها هيئاتها ، وأقام الأبراج بأكثر من خامة وشكل ، حتى أصبحت الأبراج علامات على المدن والدول، وأقام الصروح العلمية فأصبحت مبانيها تشكل رمزاً لتلك الصروح وجزءاً من تاريخها الإنساني والحضاري والعلمي.
وحين منح الإنسان نعمة الإيمان طالت المآذن في المساجد ، ولكن البشر بعد أن استبد بهم جنون العظمة على الأرض تفننوا في التعالي بالعمران فبنى ناطحات السحاب، وتاريخ تلك الناطحات أشهر من أن يكرر، حتى بات بناء البرج أمراً عادياً ، فما عاد السؤال عن طوله قدر ما أصبح التساؤل عن شكله وتقنيته فالمهندسون البناؤون قائمون على عمارة الأرض حتى يرث الله الأرض وما عليها فهذه رسالة نعتز بها للأبداً.
|